صحافة الفيديو – البداية ؟

ميشيل روزنبلوم

يعتبر الصحفى التليفزيونى ميشيل روزنبلوم الرائد والمعلم الذى دفع بالكثيرين لاحتراف صحافة الفيديو،

كما اعتمدت عليه منظمات تليفزيونية عريقة مثل مؤسسة الإذاعة البريطانية لتدريب طواقمها للعمل بهذا الأسلوب.

كانت بداية روزنبلوم أثناء تغطيته لبعض الأحداث المهمة فى قطاع غزة وكان معه حينها طاقم تليفزيونى تقليدي، كما كان بحوزته كاميرا فيديو من النوع المنزلى المنتشر حينها فى الأسواق،

وبكاميرته تلك حاول أن يصور كل شىءٍ صادفه دون أن يخطر بباله أن ما يقوم به سيكون ذا أهمية كبيرة،

فحينها ما كان يمكن اعتباره مصوراً محترفاً والكاميرا التى يستخدمها لا تزيد عن وسيلة للهواة لتصوير المناسبات العائلية بجودة محدودة، وما كانت محطة تليفزيونية لتغامر بإذاعة مثل هذه اللقطات،

لكن المصادفة أن توتر الصراع فى الأراضى المحتلة كان على أشده، والمادة المصورة التى عاد بها إلى أمريكا كانت مطلوبة بشدة بصرف النظر عن الجودة، ومن هنا بيعت بآلاف مؤلفة من الدولارات. كانت تلك مفاجأة له جعلته يعيد حساباته وجعلت كاميراته لا تفارقه أبداً فى جميع التغطيات.

لكن حتى هذه اللحظة لم تكن ثورة الفيديو الحقيقية ظهرت بعد واحتاج الأمر لعدة سنوات حتى أواخر القرن العشرين وبدايات القرن التالى، حيث انتشرت تقنيات الفيديو الرقمى وأصبحت متاحة للجميع وسهلة الاستخدام بدءاً من التصوير، حتى البث إلى أرجاء العالم فى زمن قياسى.

في تسعينيات القرن الماضي كانت قناة “نيويورك الأولى” أول قناة تقوم بتعيين صحفيين فيديو فقط.

وفي منتصف التسعينيات، تبعت المحطات الخاصة في ألمانيا نفس نمط قناة نيويورك الأولى، وفي عام 1994، أصبحت القناة الإقليمية “بايريشر روندفنك”، أول محطة بث عامة تتبع نفس المنهجية وتقوم بتعيين مجموعة من صحفيي الفيديو.

كما يعد “بيل جنيتلى”، صحفى مستقل، وأستاذ بالجامعة الأمريكية في واشنطن، أحد رواد هذا المجال وعمل في المجال لمدة ثلاثون عاماً، ويمتلك الموقع الخاص به للتدريب على صحافة الفيديو، والذي حمل كاميرته وخاض تجاربه في العراق وأفغانستان والقطب الشمالي.

وبدأ جنتيلى العمل في هذا النوع من الصحافة عام 1977م، ولم يكن لديه سوى كاميرات أبيض وأسود، وفى روايته عن طريقة عمله، قال إنه كان عليه أن يحمل غرفة مظلمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى،

وخاصة عندما يؤدى مهامه خارج البلاد، حيث كان عليه صناعة الصور المطبوعة والأفلام، واستخدام خطوط الهاتف لنقل المواد لنيويورك، وذلك خلال تغطيته التمرد في نيكاراجوا وأمريكا الوسطى، عندما كان يعمل لصالح “يونايتد برس إنترناشونال”.

وفي عام 2001، بدأت “بي بي سي” في الانتقال إلى صحافة الفيديو في كل مكاتبها الإقليمية، ومنذ يونيو 2005، تم تدريب 600 فرد من الموظفين ليكونوا صحفيي فيديو فقط.