“بعض الأحلام كالمرض لا نشفى منها، وبعضها كالوجع، تظلّ تنخزنا كلما ظننا أننا شُفينا أو عوفينا” . بهذا استهليت حديثي يوم تحقيق حلمٍ ظلّ في خطة اهدافي لمدة خمس سنوات.
لم يتأخر الوقت بعد لتقرير خطة العام الجديد، فالبعض منّا تراوده الأحلام في كل حين، وبسبب ارتباطاته و انشغالاته يقول في نفسه “سأعمل على هذا الأمر في العام القادم” أو “سأفكر بمدى جديّة هذا المشروع للعام القادم” كون العام الحالي مزدحم بالخطط مثلا، والبعض لابد أن يجلس جلسة مكاشفة مع نفسه نهاية كل عام، يراجع عامه المنصرم، ما حقق فيه؟ ما زال يعمل عليه؟ ما تخلّى عنه أو لم يعد ضمن اهتماماته، مالم يتحقق بأي شكل من الأشكال رغم محاولاته ولا زال يرغب بتحقيقه .
لأجل هذا لابد من مراجعةٍ آخر العام وتخطيطٍ جديد لما نرغب بأخذه معنا من أحلام وطموحات لعامنا الجديد، وما أنجزناه بالقدر الكافي، وما لم نعد نرغب به، وما نبت في وجداننا رغبةً غضةً تبحث عن أمل .
https://youtu.be/MDgvqDklzl0
لاءات خطة العام الجديد
لذلك لا تتردد في أخذ أي هدف لم يتحقق الى عامك الجديد، لا تتخلى طالما كنت تريده بشدة! لا تتحجج بالفشل لا تقل “مفيش فايدة” مستحيل”، جرب مرة أخرى فالمحاولة شرف وخبرة وتقدم ولو بخطوة.
وبطبيعة الحال تتغير اهتمامات الإنسان مثلما يتغير فسيولوجياً وثقافيا وفكريا، لذلك لا بأس بتغيّر قائمة الاهداف وانسحاب أحدها من القائمة، إذ لم يعد مهماً بالنسبة لك،لا تتردد في التخلي عمّا ليس شغفاً يأكل قلبك من دواخله.
ولتكون أهداف حاضرة دائما أمام نصب عينيك، لئلا تتوه أو تتلكأ أو تتلهى، لا تنسى كتابتها على دفتر صغير يرافقك، أو في قائمة الملاحظات على هاتفك أو شاشة كمبيوترك الشخصي، رؤيتك لها باستمرار تحفزك و تذكرك بالوجهة والمسار.
وفي ذات الوقت لا تبالغ وأنت تكتب أهدافك، كن واقعياً منطقياً، هدف يتحقق في عام غير هدف يحتاج لثلاث سنوات مثلا، لذلك لا تهمل الجدولة الزمنية لأهدافك.
وحتى تكون منطقيا، ولئلا تفشل فتصاب بالإحباط فتسقط ولا تقوى على النهوض مرة أخرى، وبالإضافة للجدولة الزمنية خطط لهدفين أو ثلاث يمكن إنجازها في عام، هدفين يتحقق أحدهما خيرٌ من عشرة أهداف لا يتحقق منها شيئا، العبرة بالنوع وليس بالكمّ.
كن واضحا وادرس أهدافك المادية جيداً، لا ترمي الأرقام هكذا كما ترمي قطعة نرد، فعندما تخطط لزيادة الدخل مثلا ضع في حسابك مقدار المصروف والمدخلات الجديدة لقائمة الصرف وأي طوارئ قد تحدث، ثمّ حدد بالأرقام أو النسب مقدار الزيادة التي تطمح لها كهدف مادي لهذا العام.
لا تقصر أهدافك على نفسك فقط، اكتب اهدافاً تشاركيّة، تحققها مع شخص آخر، الزوج أو الزوجة مثلا، زميل دراسة أو عمل، صديق، واختر شريكاً محفزاً يساندك في تحقيق الهدف، ولا تنسى “زكاة عامك“؛ خدمة مجتمعية أو إنسانية تطوعية، تأكد بأن ذلك سيفيدك أنت قبل الجميع.
اقرأ ايضاً : حياتك فيلم !